???? وليد قصوري يُحوّل "ألورا" إلى فعل مقاومة ثقافية في قلب العراق: تونس تشرق من القصرين في تأكيد جديد على الدور الطليعي للفن التونسي كقوة ناعمة ورافد أساسي للمقاومة الثقافية،
يشهد مهرجان كركوك الدولي التاسع لمسرح الشارع في العراق حضورًا استثنائيًا ومزدوج الأبعاد للفنان والباحث وليد قصوري، ابن مدينة تالة الأبية بولاية القصرين. مشاركة قصوري لا تمثّل ترفًا فنيًا، بل تبلور رؤية عميقة تعتبر الفن فعل مقاومة يجسّد الوجدان الوطني والإنساني، حيث ترشحت أعماله الفنية والأكاديمية ضمن القوائم القصيرة للمهرجان بانتظار إعلان النتائج في 5 نوفمبر.
"ألورا": المقاومة الفلسطينية ترقص وتُغنّي تُعدّ مسرحية "ألورا" العمل الأبرز الذي يُمثّل تونس في هذا المحفل الدولي. تنجح المسرحية في الدمج بين الجمالية الفنية والعمق النضالي، متخذة من المقاومة الفلسطينية محوراً درامياً مركزياً. تغيير الصورة النمطية: تتجاوز "ألورا" السردية التقليدية التي تختزل فلسطين في صورة الضحية، لتقدّم صورة مُحتفية بـالصمود، حيث يظهر الشعب الفلسطيني مُقاومًا يرقص ويُغنّي رغم الحصار والجراح، مؤكدة على أن المقاومة خيار وجودي.
اعتراف عالمي: القيمة الفنية والإنسانية لـ"ألورا" أكدها ترشحها ضمن 89 عرضاً من 30 دولة مختلفة، وهو ما يجسّد قدرة العمل على مخاطبة الوعي العالمي وإيصال رسالة واضحة: الفن فعل مقاومة ثقافية وجمالية ضد القهر والاحتلال. البحث الأكاديمي: مسرح الشارع كأداة لزعزعة السلطة لم تقتصر بصمة وليد قصوري على الإبداع المسرحي، بل امتدت إلى المجال الفكري والأكاديمي عبر بحثه المتميز بعنوان: "مسرح الشارع والحرية الفردية: نحو إعادة تخييل الفضاء العمومي بوصفه ممارسة مقاومة" هذا البحث يتناول العلاقة المباشرة بين مسرح الشارع وقضايا الحرية الفردية،
مُؤصلاً للمسرح كـفعل مقاومة يُعيد تشكيل فهم الفضاء العمومي. المنهج والعمق: يعتمد البحث منهجاً فلسفياً – سوسيولوجياً، مُقدماً تأصيلاً نظرياً معمقاً لمفاهيم رئيسية كـ(المقاومة، الفضاء العمومي، والحرية الفردية). القيمة العلمية: يكتسب البحث أهميته من قدرته على فتح آفاق واسعة لفهم كيف يمكن للفن المسرحي أن يصبح أداة قوية لزعزعة البنى السلطوية.
الترشح المُلفت: اعترافًا بقيمته الفكرية، تُرشح البحث من بين أبحاث من 26 دولة ليكون ضمن قائمة قصيرة لا تتجاوز 11 بحثاً فقط، وهو ما يُمثّل اعترافًا دوليًا بجودة الإبداع الفكري التونسي. إن هذه المشاركة الاستثنائية لوليد قصوري، التي تجمع بين قوة الإبداع الفني وعمق التأصيل الأكاديمي، ليست مجرد نجاح فردي، بل هي تجسيد ملموس لـقوة الإبداع التونسي وقدرته على توظيف الفن والفكر كأدوات فعالة للتعبير عن القضايا العادلة والوجودية، ليُشرق نور تونس من ولاية القصرين مدينة تالة الابية في قلب المشهد الثقافي بالعراق وسط حضور دولي هام جدا