تقديم الرزنامة الانتخابية ومدى تأثيرها على استعدادات الهيئات الفرعية للانتخابات بالمناطق الداخلية..القصرين وجندوبة نموذجا

417 vues


أربكت وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي مواعيد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للاستحقاقات الانتخابية المبرمجة اواخر هذه السنة ، اذ تم في هذا السياق تقديم موعد الانتخابات الرئاسية الى يوم 15سبتمبر2019 القادم وسيظل موعد الانتخابات التشريعية على حاله .

 فهل ألقى هذا التحوير بضلاله على استعدادات الهيئات الفرعية بولايتي القصرين وجندوبة ؟

اجابة على تساؤلنا،  أكد  الناشط بالمجتمع المدني بالقصرين  جلال علوي بأن تقديم الرزنامة الانتخابية له تداعيات على عمل الهيئة الفرعية بالجهة والتي من شأنها أن تؤثر على السير العادي لهذا الاستحقاق الانتخابي من الناحية اللوجستية والاعداد المادي و الموارد البشرية  وكذلك المرافق التي ستتم بها عملية الاقتراع .

جلال علوي

وأبرز العلوى أيضا  مستوى  الضغط الذي ستشهده الهيئة الفرعية بالجهة ،والتي تسابق الزمن لإنجاح هذه المحطة. واعترف عضو الهيئة الفرعية للانتخابات بالقصرين منعم بوزيان بصعوبة المهمة مع تقديم الرزنامة خاصة على المستوى الجهوي اذ ستجرى انتخابات ببلدية العيون من ولاية القصرين يوم 18 أوت الجاري والتي تتطلب استعدادات لوجستية ومادية و ذلك تزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية  التي  تستدعي هي الاخرى  إمكانيات مادية ولوجستية وبشرية هامة.

منعم بوزيان

وحول مدى استعدادات الهيئة الفرعية لمجابهة التحديات الأمنية بالجهة ، أضاف بوزيان أن الهيئة الفرعية اكتسبت خبرة في هذا المجال في اطار التنسيق مع قوات الجيش الوطني والجهات الأمنية ليبقى النجاح رهين مختلف الأطراف المتدخلة.

تواجه الهيئات الفرعية بالمناطق الداخلية جملة من التحديات في ظل تقديم الرزنامة الانتخابية منها ما هو مادي وآخر لوجستي  و كذلك تأطيري ، اذ يمكن ان يؤثر سلبا على نجاعة المسار و العملية الانتخابية .

الناشطة بالمجتمع المدني بمدينة عين دراهم هنية عشي ترى أن من أهم الإشكاليات التي ستعترض سبيل الهيئات الفرعية بالمناطق الداخلية مسألة التأطير والتكوين الكافي لرؤساء المكاتب ورؤساء المراكز أي أن المدة الزمنية للتكوين لن تكون كافية لاستيعاب المعلومات خاصة تلك التي تتعلق بعمليتي الفرز الالي والإحصاء ،   كما أشارت عشي  الى التجاوزات التي تحدث أثناء الحملات الانتخابية والصمت الانتخابي ويوم الاقتراع دون أن يتم تطبيق القانون وتنفيذه على المخالفين لضعف تأطير و تكوين مسيري العملية الانتخابية حسب تعبيرها .

هنية عشي

اضافة الى أن مكاتب الاقتراع والتي عادة تتم بمدارس ابتدائية تكون غير جاهزة بالكيفية اللازمة للقيام بعملية الاقتراع في ظروف حسنة نظرا لتواجد أشغال صيانة بالمدارس أحيانا.

أما المنسق الجهوي للهيئة الفرعية للانتخابات بجندوبة الياس السلامي أكد جاهزية الهيئة من جميع النواحي واستعدادها الجيد لهذا الحدث اذ تكمن مهمتها في تنفيذ قرارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي سخرت جل الإمكانيات سواء حدث هذا التقديم أم لم يحدث . وبسؤالنا حول اعتزام حراس المدارس الابتدائية بولاية جندوبة عدم فتح المدارس يوم الاقتراع نظرا لعدم حصولهم على مستحقاتهم المادية خلال الانتخابات البلدية، نفى السلامي ذلك وأكد أنه تم تنزيل هذه المستحقات بحسابات حراس المدارس بدل تمكينهم وصولات مثلما جد في انتخابات 2014

وحول الوضع الأمني ومدى تأثيره على سير الانتخابات أكد الناشط السياسي حامد متهني أن المناطق الحدودية لولاية جندوبة تعرف استنفارا أمنيا واستعدادات جيدة من شأنها أن تكون عاملا مساعدا على سير الحياة الطبيعية بالجهة .

حامد متهني

وتبقى من أهم تحديات الهيئة الفرعية تفعيل الرقابة خلال تزامن الانتخابات الرئاسية مع انطلاق حملات الانتخابات التشريعية إضافة الى استغلال بعض المراسلين صفتهم لخدمة أطراف تقدمت للانتخابات الرئاسية بالجهة وتواصل توظيف العمل الجمعياتي في العمل السياسي دون اتخاذ رادع في الغرض من طرف الجهات المعنية.

تحديات بالجملة تواجهها الهيئات الفرعية بالمناطق الداخلية ، حيث تؤكد بعض المؤشرات أن هذا المسار الانتخابي محفوف بجملة من الألغام تستدعي تفكيكها من قبل السلطات المعنية قبل يوم الاقتراع منها خاصة الجانب الأمني وهشاشة الوضع التنموي في ولايتين حدوديتين ( القصرين جندوبة تعيشان على وقع الإرهاب والتهميش)

مقال : مريم جبران و عمار مويهبي