القصرين:”طائر الفينيق الذي يبعث من رماده”

590 vues

تاريخ زاخر بالأحداث. ثقافات  متنوعة و بقايا  آثار تروي قصصا من أعماق التاريخ و في خبايا القصرين تجد آثار شعوب مرت على هذه الرقعة الجغرافية.
كل هذا الثراء لم يستثمر لصالح هذه الجهة و لم يشفع لها  كغيرها من الولايات و تفتك مكانة سياحية مهمة تنعش بها إقتصادها و  تنقذ هذا الموروث و تجعل منه محطة سياحية ووجهة للسياح.  و إذا  تحدثنا عن الإنجازات لجفت الأقلام حتى قبل أن تكتب فرغم الزيارات في مختلف المناسبات و تعاقب الحكومات و كثرة  الوعود  لم يتحقق سوى إنجاز مشروع  مسرح السيليوم  الأثري السنة الفارطة

ارض قاحلة تنتظر من يرويها
استبيحت القصرين و جبالها للدواعش و الإرهابيين و صنفت عند البعض على انها ماكينة صنع مظاهر التعصب و الإرهاب و السماد العضوي الذي يساهم في  نمو هذا الفكر و إنتشاره لكن لو كلفنا  أنفسنا و لو قليلا و غصنا في أعماق هذه الجهة و شوارعها و تضاريسها لوجدنا أنها  أرض قاحلة تنتظر من يروي ظمأها

” القصرين تتفنن”
و في ظلمة  طريق الإرهاب و الفقر و التهميش  نلمح ضوء شمعة يسعى جاهدا لإنارة ذاك الطريق ،هم شباب القصرين الذين ورثوا من هذه الجهة  شموخ و عزة جبالها . جهة تحارب الفقر و الخصاصةو الفساد و الإرهاب لتخلق شباب سطع نجمه في اكبر المسارح و التظاهرات فرسموا القصرين تنزف في لوحات فنية تشكيلية، لكن إصرارهم واضح في تلك اللوحات. كما تحدثوا عن تاريخ الجهة في عروض مسرحية على غرار عرض اوبيرات عالية لجمعية البعد السابع و  في عدة عروض للمركز الدولي للفنون المعاصرة لوليد الخضراوي أين جسد واقع القصرين و تميز في مهرجان الشعانبي للمسرح، و لا ننسى عدنان الهلالي وعيد الرعاة، هذا الفنان  الذي جعل من سمامة مركزا   دوليا للثقافة تحدى به الإرهاب و قدم هوية جديدة إكتشفناها  في عرض وقت الجبال تغني و لا ننسى بلال علوي و افكاره الرائعة على غرار الكميون الثقافي. إضافة إلى  مقطوعات  تطرب المستمع عزفها شباب القصرين في أكثر من مناسبة كمجموعة كلوب 88 و مجموعة ميعاد و غيرها من المجموعات .
و اخيرا ليس آخرا السينما في القصرين تشق طريقها بقوى ثابتة مع المخرج أيوب سائحي و بلال رحموني حيث  رسموا لنا  القصرين بعدسة سينمائيين محترفين ينقلون الواقع و يعالجونه بالفن و التمثيل  .و لن نمر مرور الكرام على المهرجانات فالنصيب الأكبر للعروض و حتى من منظمي المهرجانات هم شباب كمهرجان الشباب بالقصرين الذي أثبت أهميته و ثراءه خاصة في دورته الثالثة فسطع نجما في سماء مظلمة علاوة على مهرجان السيليوم و مهرجان العبادلة الدولي بسبيطلة و مهرجان  الشعانبي للمسرح و أيام قرطاج السينمائية بالقصرين و مهرجان الأيام الرومانية لضحى بوترعة ومهرجان سيدي تليل بفريانة و مهرجان الطفل الذي أعطى فرصة لمبدعي الجهة كالمنشط حيدر قاسمي للتميز فيه . كما شرف الفنان ونيس المغزاوي القصرين في عروض لمجموعة “عمي ونيس” على مستوى جهوي و وطني. كل هذه النجاحات الإبداعية و الأعمال هي على سبيل الذكر لا للحصر.

القصرين :”شامخة هي رغم إقصاءكم لها
تجرؤون عن الحديث عن الإرهاب فيها و شبابها في كل مرة يثبتون العكس؟ تقصونها من برامجكم التنموية و ابناءها في كل مرة يتحدون الظروف و يثبتون أنهم اهلا للثقة و مثالا للتحدي. هي  اسم شامخ عزيز لا مكان فيه للخيانة و منابع الإرهاب فهي واضحة للعيان فلا  داعي   لتدنيس اسمها، فهي كطائر الفينيق الذي يبعث من رماده .

سماح غرسلي