لأول مرة في العالم العربي إدماج التربية الجنسية في المناهج التربوية بدءا من التحضيري….إجراء وزاري بين مؤيد ومعارض.

307 vues

تم التطرق اليوم ببرنامج #samedishow على اذاعة السيليوم فم إلى موضوع غاية في الأهمية طرحته للنقاش العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهو موضوع إدماج التربية الجنسية بالمؤسسات التربوية ابتداء من سنوات التحضيري وقد تناول الموضوع كل من السيد الهادي العلوي المؤرخ والاخصاءي بعلم الاجتماع والولية الفاضلة ام هداية و النقابي والمربي السيد محمد الهادي السايحي والإمام الخطيب السيد محفوظ بن درع .
ويجدر الذكر ان لكل طرف من الأطراف رأي خاص بشأن هذه القضية.
فبعد أن تم إدراج التربية الجنسية بالمناهج التربوية التونسية ولأول مرة بالعالم العربي وذلك لاطفال التحضيري الذين تبلغ أعمارهم خمسة سنوات والتلاميذ الذين بلغت أعمارهم 15 سنة من خلال إضافة أنشطة التربية الجنسية في ثلاث مواد وهي العربية والتربية المدنية وعلوم الحياة والأرض وبذلك لا تكون مادة التربية الجنسية مادة منفصلة عن بقية المواد المدرسية حسب ما صرحت به المديرة التنفيذية للصحة الإنجابية ارزاق خنيتش بشهر نوفمبر 2019 كما أكدت هذه الأخيرة عن ضرورة المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية وذلك بمبادرة من الجمعية التونسية للصحة الإنجابية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد العربي لحقوق الإنسان كما أوضحت خنيتش انه سيتم إعتماد المشروع في مرحلة أولية ب 12 منطقة مختلفة من الجمهورية وستكون التجربة لمدة عامين و سيقع بعد ذلك تعميمها على بقية المؤسسات.
وتأتي هذه الخطوة في وقت مازال فيه موضوع التثقيف الجنسي او التربية الجنسية في تونس يطرح حرجا كبيرا من خلال التطرق لجميع جوانبه وهو ما ادلت به السيدة ام هداية بمداخلتها قائلة :” انا كولية اخاف من انعكاسات التطرق لهذا الموضوع للاطفال فكيف سيدرس وباي طريقة وما هو محتواه ولا أخفي حقيقة مخاوفي من هذا الأمر وخاصة عندما يتعلق باطفالنا بمجتمع يشعر بالخرج امام هذه المسائل الى حد الآن.
كما أعرب الشيخ محفوظ بن درع عن استياءه من أداء الوزارة التي لم تتطرق لمواضيع اهم مثل مشاكل الإصلاح التربوي والمنظومة التربوية و معضلات انهيار البنية التحتية لبعض المؤسسات التربوية و أزمة الأخلاق السائدة المتفشية بمجتمعنا من جراء تدهور قطاع التعليم ومن جانب ديني هو مرفوض تماما ويجب مقاطعته وهو ما اكد عليه السيد محمد الهادي الذي يرى أنه قرار وإجراء ارتجالي و عشوائي وبدون دراية او دراسة محنكة .
اما السيد الهادي العلوي فقد أعرب عن تأطير هذا الموضوع جيدا و تمحيصه والنظر فيه من جميع الزوايا مسبقا مع مراعاة الاختلافات الاجتماعية والسسيولوجية على مر الأجيال والسنين وذلك من خلال التطرق لهذا الموضوع بالاستناد إلى قانونية وطبية واجتماعية ونفسية ودينية حتى يتمكن الشباب من اكتساب معرفة شاملة قائمة على ركائز صحيحة تؤسس لحياة بعيدة عن كل المخاطر وذلك بتكثيف الحملات التوعوية التحسيسية لتفادي مشاكل الاغتصاب والتحرش الجنسي التي تفاقم عددها بالسنوات الأخيرة إذ بلغت حالات التحرش الجنسي بفيفري 2017 50.5% من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للاطفال وبلغت ممارسات الجنس مع الطفل نسبة 35.5% و كانت نسبة التحرش الجنسي بجندوبة وقفصة83.3% و 73 % ببن عروس اما زنى المحارم فبلغ 13.8% بتونس وذلك بتسعة حالات وبلغت قضايا الاغتصاب بسنتي 2015 2016 101 قضية بمعدل 8.4 قضية شهريا و800 حالة اغتصاب بين أفريل 2016 و أفريل 2017 و 65% منها ضد الأطفال دون سن 18 سنة وينص الفصل 227 من المجلة الجنائية بتطبيق الإعدام لكل من واقع أنثى غصبا بالتهديد او السلاح وهذا ما اكد على تفعيله الشيخ محفوظ بن درع للمكافحة ضد هذا الداء الخطير الذي استفحل بمجتمعاتنا مؤخرا وهدد ومازال يهدد أطفالنا وشبابنا.
بين المؤيد والمعارض بين الايجابيات والسلبيات علينا أن نرسخ فكرا ينم عن وعي بالمؤسسات التربوية او غيرها ونؤكد على دور الأسرة كنواة اولى للمجتمع وعلى القضاء على الفساد والرذيلة والرجوع إلى الدين والفضيلة علنا نهتدي الى حلول لمجابهة هذه المخاطر والأمراض التي تنخر مجتمعاتنا وتهدد أسرنا بالعنف والطلاق والدمار .

بقلم : سهام الذايع