التنمية في القصرين مجرد رقم في خطاب سياسي

268 vues

نسب فظيعة و واقع يدمي القلوب… بمؤشر تنمية قُدر ب0.38 تستهل القصرين سنة 2019، و بنسبة بطالة فاقت ال27 بالمئة إستقبل شباب الجهة مطلع سنته الجديدة.
بالخصاصة و التهميش والاوبئة! ببنية تحتية مهترئة!
بنساء إتخذن من بزوغ الفجر صديقا لهن و تحدين كل الظروف المناخية منها و التشغيلية لتوفير بعض النقود التي تكاد تشتري قوت يوم واحد خاصة بعد الإرتفاع المشط للأسعار.
شباب جعلوا من الإنحراف و الجريمة ملاذًا و منهم من جعل قطاع التهريب مورد رزق يلتجأ إليه حينما يغدو”الدينار” في جيبه شحيح. زيادة عن عدد الوفيات الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب الأوبئة و نقص المعدات في المستشفيات.
هذا هو الوجه الآخر للتنمية في القصرين…. هذا الوجه الذي كان و مازال يتصدر خطابات الساسة و المسؤولين خاصة التي تخص برامجهم الإنتخابية ،فتراهم يتشدقون بمخططاتهم التنموية و أمالهم الزائفة لأفراد شعب لم يفهموا السياسة يوما. وعود سياسية تسويقية بإمتياز تظل مجرد حبر على ورق و لا تكبر على أرض الواقع.

فهم يدخلون القصرين في دائرة حساباتهم السياسية فقط لجعلها قاعدة إنتخابية تنطلق منها أحزابهم و منها تبنى اللبنات الاولى لحركاتهم . فالمواطن في أرض القصرين لا يحتاج لذاكرة حديدية حتى يتذكر الإعتمادات التي رصدت لجهته في السنوات الأخيرة ، و لا يحتاج لأن يكون خبيرا إقتصاديا ليعلم أن تلك الإعتمادات لم تستثمر في النهوض بالجهة بل هي وقود لماكينات إستغلت الوضع لتمارس الفساد بشتى أشكاله.
قد لا تعي الدولة و المجتمع خطورة ما وصلت إليه حالة القصرين فهل هذه هي التنمية التي تحدث عنها سمير بوقديدة والي القصرين عندما قال “أن سنة 2018 ستكون سنة النقلة النوعية للتنمية” ؟او انها الوقفة لتونس كما تحدث عنها الشاهد في خطابه؟ لكنها وقفة من نوع أخر…وقفة على أكتاف أبناء القصرين بشهدائها، بمناضليها الأحرار، بنسوتها المشردة في الغابات لجمع حطب الكرامة لتسد به أفواه أبناءها

سماح غرسلي