المدارس الخاصة بالقصرين بين الموجود والمنشود في ظل تردي المنظومة التربوية والمدارس العمومية.

386 vues

ان بداية التعليم الخاص بتونس بصفة رسمية ترجع حتما إلى سنة 1992 وكانت هذه البداية ضعيفة إذ لم يتجاوز عدد المسجلين بهذه المدارس بضع المئات من أبناء الطبقات الغنية والميسورة الحال.
اما في سنة 2000 كان عدد المدارس الخاصة لا يتجاوز 40 مدرسة و عدد التلاميذ لا يتجاوز عشرة آلاف تلميذ ولكن الان تغيرت المعطيات كليا وأصبح العدد الجملي للتلاميذ المسجلين بهذه المدارس 50 الف تلميذ وهي لا تقتصر عن العائلات الميسورة الحال بل حتى العائلات المتوسطة الدخل التي تسعى لتدريس أبناءها بالمدارس الخاصة.
وقد بين ضيوفي ببرنامج#samedi show اليوم باذاعة السيليوم فم وهما كل من السيد الأزهر العسالي مدير مدرسة ابتدائية خاصة بالقصرين والسيد مجاهد جدلي وهو باعث لمدرسة ابتدائية خاصة بمنطقة فوسانةومنسق نقابي للاتحاد الجهوي للمؤسسات التربوية الخاصة بالقصرين و التابعة للتعليم الابتدائي ان المدارس الخاصة تعاني أيضا من العديد من المعضلات ولكن توجب الحديث على معضلات المدرسة العمومية اولا كمرجع أساسي ينتمي إليه كل الأجيال فالمدرسة العمومية اليوم تعاني من صعوبات جوهرية ومحورية كتردي المنظومة التربوية والذي ادى بدوره الى تراجع المستوى التعليمي لدى التلاميذ واهتراء البنية التحتية للعديد من المدارس الابتدائية بالارياف والمناطق الداخلية التي تشكو من نقص الماء الصالح للشرب و عدم تسييج وصيانة المدارس التي لا توفر الحماية الكافية لأبنائنا والافتقار للمعدات الضرورية التي قد تؤمن سير دروس طبيعي وناجع ونافع كأوراق الطباعة والصبورات بالقاعات و الأقلام هذا بالإضافة إلى عدم صيانة وتجديد المخابر والوحدات الصحية وإحداث المطاعم المدرسية بمختلف المؤسسات التربوية وقاعات المراجعة لحماية التلاميذ من مخاطر الانحراف والضياع وعمليات النشل والسرقة ومشكلة النقل والتنقل خاصة بالمناطق الريفية والمعزولة وعدم توفر كل أنواع الأنشطة الثقافية بصلب المؤسسات التربوية والتي وان وجدت فهي بعدد محتشم جدا.
كما أكد السيد الأزهر خلال الحصة ان كل هذه المشكلات القائمة الذات قد تتصدرها معضلة غياب الإختصاص في التدريس الابتدائي ما ينجر عنه ضعف لدى التلاميذ ومستواهم التعليمي زد عن ذلك ضعف الانتدابات الفعلية للمعلمين بمعوضين غير مؤهلين للتدريس ولم يتمرسوا قط بهذه المهنة منذ زوال المعاهد العليا لتكوين المعلمين لفترة طويلة و تطبيق البيداغوجيا التي تلزمنا بانتهاجها لتعليم وتكوين ذو جودة عالية ولعل ما ينتج عن كل هذه المظاهر حرمانوالتلميذ من بعض المواد أو تلقيه لتكوين ضعيف.
هذا بالإضافة إلى الإضرابات المتكررة والاحتجاجات التي أصبح التلميذ ضحيتها في خضم تجاذبات نقابات التعليم ووزارة التربية لذلك كانت هذه الأسباب كافية للجوء الأولياء لملاذ المدرسة الخاصة التي تؤمن تكوين سليم وناجع ودسم حسب ما أفاده السيد الأزهر عسالي ولكن هذا لا يمنع وجود معضلات قد تعاني منها المدارس الخاصة أيضا مثل انتداب أساتذة التعليم الابتدائي وبمقتضى قرار سد الشغورات قد يدرس من ليس لديه اية علاقة بالتدريس ولا اي تمرس فعلي من خلال دورات تكوين جدية قد تفضي إلى نتائج ايجابية ترجع بالنفع على التلميذ والمعلم على حد سواء .
كما بين السيد مجاهد ان التربص الحالي للمعلمين الجدد يشهد نقص فادح من حيث المضامين والمحتويات مقارنة بالتربص بالسنوات الماضية المخصص للاجيال السابقة.
إضافة إلى عدم اشراك المعلمين المتقاعدين وان درسوا توجب عليهم التخلي عن جراية التقاعد من ما زاد الأمر صعوبة وجعل المدرسة الخاصة التي تخضع لنفس قوانين المدرسة العمومية ترضخ لعدة صعوبات متعاقبة بتعاقب الحكومات ووزراء التربية الذين همشوا قطاع جوهري ومحوري وسيادي كقطاع التعليم وما له من دور في إنشاء مجتمعات سليمة فكريا ومعنويا ومعرفيا وعلميا وثقافيا يعمل على نحت ملامحه أجيال ذات شخصية متوازنة مشبعة بالثقافة والعلم والتربية.
ولعل بتظافر مجهودات الجميع قد نجد مقاييس مناسبة لإصلاح المنظمومة التربوية و اعادة الإشعاع لقطاع التعليم الذي ما فتء يفقد بريقه وعنفوانه لشحذ عقول المستقبل

سواء بالمدرسة الخاصة او المدرسة العمومية.

سهام الذايع