تعتبر المدرسة البيت الثاني للطلاب فالطالب يقضي فيها ما لا يقل عن ثماني ساعات يوميا ولها أهمية كبيرة في تنشئة افراد المجتمع وتعليمهم فعندما يتصف المعلم والمدرسة بالصفات الجيدة تجد الطالب يقبل عليها بكل جد ويظهر ذلك من تحصيله الدراسي ومستواه العلمي بينما لو حصل ان تعرض الطالب لشيء منها يكرهه فانه يبتعد عن المدرسة ويظهر ذلك من انزعاجه منها وعدم تشجعه في الصباح عند الاستيقاظ للذهاب إليها.
وللعنف مفهوم واسع وهو يطلق على كل عملية إيذاء معنوي ولفظي وجسدي حيث أصبح العنف ينتشر في المدارس بشكل كبير سواء كان هذا العنف بين المدرسين او المديرين او الطلاب أنفسهم ويعتبر العنف المدرسي من الصفات الغير مقبولة اجتماعيا فالمجتمع يرفض كل هذه السلوكيات تجاه الأطفال و كما أشار السيد مهدي الحمزاوي كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بالقصرين ان الانفتاح الكبير الذي طرأ عن المجتمعات المعاصرة نتج عنه العنف المدرسي ولم يعد يتقبل العديد من الاولياء اي نوع من انواع العنف تجاه ابنائهم حتى لو كان بقصد التأديب وأضاف السيد مهدي ان الأسباب المباشرة للعنف المدرسي ارتفاع منسوب العنف الذي وللأسف قد يتحول إلى ثقافة بفترة ما بعد الثورة والذي قد يشمل الأسرة والشارع والمدرسة على حد سواء .
كما أشار ان عدم تأهيل المعلمين وعدم تلقيهم لتدريبات ضرورية من شأنها استخدام الأسلوب المناسب لتقديم المعلومات للطلاب والعنف الأسري وطريقة التربية الخاطئة وعدم إحاطة الطالب بالاهتمام والحب والتمييز مما يتسبب في العنف بالمدرسة وهذا ما أكدته المستمعة ام هداية بمداخلتها القيمة التي ادلت بها .
كما أنه من بين أسباب العنف لدى الطلاب محاولة إبراز الذات بطريقة خاطئة إذ يحاول التلاميذ إبراز شخصيتهم بطريقة مغلوطة امام الآخرين.
هذا وقد بينت المربية والناشطة الحقوقية السيدة فتحية نصري ان العنف المسلط ضد المرأة هو من بين الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة العنف داخل الأسرة الواحدة وبالشارع والمدرسة .
وكل النتاىءج الوخيمة للعنف المدرسي كالاخفاق المدرسي و الظواهر الاجتماعية الخطيرة كالاجرام وتعاطي المخدرات و الانحراف والتدني الأخلاقي قد تكون محاربتها هينة وسهلة اذا ما تظافرت جهود الجميع وخاصة الناشطين بالمجتمع المدني من خلال دورات توعوية تحسيسية وملتقيات تشمل كل أطراف المجتمع وتكون قادرة على التكوين ونشر الوعي بمختلف مسامات المجتمع.
بقلم : سهام الذايع
